تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

عندما مُنحت قطر حقوق تنظيم أول كأس عالم بالمِنطقة العربية قبل حوالي «12» عامًا من انطلاق البطولة التي نظمتها العام الماضي، تعهدت بتنظيم نسخةٍ موندياليةٍ رائعةٍ، خاصةً فيما يتعلق بالابتكارات التكنولوجية، ووعدت بحدث ضخم يتم تنظيمه بطريقة مُستدامة وأوفت بوعدها فأصبحت محط اهتمام الكثير من مُشجعي كرة القدم حول العالم.

والآن تستعدُّ الدولةُ لاستضافة حدث عالمي آخر، وهو معرض «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة»، الذي سيُقام في رحاب حديقة البدع على مدار ستة أشهر ابتداءً من 2 أكتوبر المُقبل وحتى 28 مارس 2024، بهدف خلق نقطة تلاقٍ بين الأشخاص والأفكار لتسريع وتيرة الابتكار والإبداع والبحث والتقدّم العلمي في مجال الزراعة الحديثة لإنتاج غذاء آمن ومُستدام.

ويعملُ معرضُ البستنة الأول الذي سيتم تنظيمه في الشرق الأوسط الشهر المُقبل «إكسبو 2023» الدوحة للبستنة على الدمج بين التقاليد والتكنولوجيا الحديثة، من أجل الاستخدام المُتوازن للموارد، باعتبار أن الأسلوب الذي ننتهجه في زراعة احتياجاتنا الغذائية، له تأثير كبير على تصحر كوكب الأرض، ولذلك فإن مُبادرة «صحراء خضراء.. بيئة أفضل» هي مسعى لا يمكن فصله عن ابتكار طرق أكثر تناغمًا واستدامةً لإنتاج الغذاء، من خلال الجمع بين الطرق التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، ابتغاء الاستخدام المُتوازن للموارد.

ويُركّز محور الزراعة الحديثة بمعرض «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة» على «4» مواضيع رئيسية، وهي أولًا: تحسين دور المُزارعين، باعتبارهم يمتلكون حلول مُكافحة التصحر وتعزيزها وتنفيذها، فالمُزارعون هم الغارسون الحقيقيون لبذرة التغيير، ثانيًا: مدّ جسور التواصل بين المعرفة والتكنولوجيا، إذ ينبغي أن يتم دمج موارد المعرفة الأكاديمية والتقنيات الصناعية معًا وإيجاد حلول مُبتكرة للاستخدام الفعال للموارد في الزراعة.

والموضوع الثالث: ضمان الحلول المُنسقة، حيث يتطلب تبادل المعلومات بين الجهات المعنية الرئيسية في الزراعة الحديثة استخدام أساليب جديدة للتنسيق والتعاون، فتطوير المعلومات المُتعلقة بتقنيات دمج الابتكار مع الأساليب التقليدية وتبادل تلك المعلومات، سيُسهم في مواجهة ظاهرة التصحر، بينما سيكون الموضوع الرابع: تعزيز الزراعة المُستدامة. والزراعة المُستدامة هي نهج تكافلي وتعاوني إضافي يتم الترويج له لضمان استخدام الزراعة الحديثة، فهذا المفهوم يدمج الأرض والموارد والأشخاص والبيئة عبر جهود مُتبادلة المنفعة، وهو بذلك يُقلد النظم المُغلقة الخالية من النُفايات الموجودة في النظم الطبيعية المُتنوعة، كما أن الزراعة المُستدامة هي نهج شامل للحلول الزراعية التي يمكن غرسها في المناطق الريفية والحضرية على جميع المُستويات، بداية من النطاق الصناعي وصولًا إلى النطاق المنزلي. ولا شك أن الابتكار والتكنولوجيا هما الدافعان الرئيسيان في تطوير الحلول لتحقيق التوازن بين تعزيز الإنتاجية الزراعية، والاستدامة البيئية، فالتكنولوجيا والابتكار هما وسيلة من وسائل حلول المُستقبل الخضراء.

والله ولي التوفيق،،،

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر