تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 4.00 (تقييم 1)

لا شك أن هناك علاقة وثيقة ما بين الاقتصاد الوطني، وقطاع المعارض والمؤتمرات، الذي يتقاطع مع جميع القطاعات الاقتصادية، كونه يروّج للصناعات الوطنية، ويقوّي قنوات التواصل، اتساقًا مع هذا المبدأ، نظمت وزارة البلدية والبيئة مؤخرًا، معرض قطر الزراعي الدولي الثامن 2021، ومعرض قطر البيئي الدولي الثاني.

على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم بسبب تحديات جائحة كورونا، حرصت دولة قطر على تنظيم النسخة الثامنة من المعرض الزراعي والثانية من المعرض البيئي، نظرًا لأهميتهما الكبيرة للقطاع الزراعي والحيواني والبيئي، فهما منصة متخصصة لتبادل الخبرات الدولية والمحلية، وإتاحة الفرصة للشركات في هذا المجال، للاستفادة من الفرص التجارية في هذا القطاع الحيوي في دولة قطر.

وهنا لا بد من الإشادة بجهود كل من سعادة المهندس عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة، وسعادة الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني وكيل الوزارة المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية، بالإضافة إلى جهود السيد محمد علي الخوري، رئيس اللجنة المنظمة للمعرض، مدير إدارة الحدائق العامة بالوزارة، والسيد يوسف خالد الخليفي، نائب رئيس اللجنة المنظّمة، مدير إدارة الشؤون الزراعية.

واستطاع قطاع المعارض والمؤتمرات جني الكثير من الثمرات الاقتصادية، التي تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني، كون النسخة الحالية من المعرض شهدت مشاركة أكثر من 200 عارض، و42 دولة وأكثر من 65 مزرعة قطرية، تمكنت من عقد صفقات مهمة على ضوء ما توفره إدارة المعرض من منصات لتبادل الخبرات والآراء بين رجال الأعمال والمزارعين وأصحاب الشركات الزراعية والغذائية، كما استفادت الدول الأجنبية هي الأخرى من مشاركتها في المعرض، كون ممثليها قد التقوا بالمعنيين في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية بالدولة، وأبرموا العديد من الاتفاقيات الرابحة.

وكشف المعرض في نسخته الحالية، عن المستوى العالي من الوعي بين أوساط المصنّعين والموزعين والموردين العالميين للاستفادة المثلى من الفرص الواعدة التي يقدمها المعرض، باعتباره منصة مثالية لترسيخ أواصر العمل والتعاون مع صناع القرار، إذ يكتسب المعرض أهميته من كونه منصة استراتيجية لاستكشاف آفاق جديدة للارتقاء بالقطاع الزراعي القطري باعتباره عصب الأمن الغذائي الذي يأتي في مقدمة الأولويات الاستراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما يعتبر المعرض البيئي منصة فعالة لطرح حلول بيئية مبتكرة لمواجهة التحديات الحالية والناشئة وفرصة لتبادل الخبرات الدولية والمحلية.

ويُعد معرض قطر الزراعي الدولي الثامن 2021، بوابة مباشرة للوصول إلى أحدث الابتكارات التكنولوجية العالمية التي تدعم التوجه الوطني نحو توسيع نطاق الإنتاج الزراعي لتلبية الطلب المحلي على المنتجات الغذائية، وفق مستهدفات «الخطة الشاملة للأمن الغذائي»، التي تمثل إطار عمل شاملًا لتحسين مستوى الاكتفاء الذاتي وفق أفضل الممارسات وأحدث التكنولوجيا الزراعية والغذائية، وبلا شك، إن دولة قطر تضع نصب عينيها تعزيز الاستثمار الأمثل في التكنولوجيا والبحث والتطوير والرقابة الغذائية، باعتبارها دعائم أساسية لرفع حجم وجودة الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي بطرق آمنة ومستدامة، بما يتواءم وأهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثانية لدولة قطر «2018 – 2022».

ويأتي تنظيم المعرض الذي أتاح فرصًا واعدة وحقق نتائج مبهرة، ضمن الجهود المُستمرة لوزارة البلدية والبيئة لدعم القطاع الزراعي في الدولة، ومن بينها إطلاق العديد من البرامج والمبادرات التسويقية لمنتجات أصحاب المزارع مثل: إنشاء ساحات المنتج الزراعي القطري، وبرنامجي الخضراوات المميزة ومزارع قطر، وكل من برنامج التعاقد المسبق مع المزارعين «ضمان»، وبرنامج التوريد اليومي، بالتعاون مع شركة محاصيل، وذلك بهدف تعزيز قيمة المُنتج المحلي من الخضراوات وغيرها من الإنجازات.

والله ولي التوفيق.

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر