يهدف التثقيف الصحي إلى نشر المفاهيم الصحية السليمة في المُجتمع، وتعريف أفراده بأخطار المُمارسات غير الصحيحة على حياتهم، بمختلف ثقافاتهم وأعمارهم السنية ودرجة تعليمهم، وذلك عبر إرشادهم إلى وسائل الوقاية من الوعكات التي تحدث بشكل مفاجئ، حيث نسمع دائمًا عن أشخاص أصيبوا بسكتة دماغية بعد سقوطهم في الحمّام.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهننا .. لماذا لم نسمع عن السقوط في مكان آخر؟ ولماذا يحدث السقوط المفاجئ في الحمّام بالتحديد؟، قرأت منشورًا لإحدى السيدات قالت إنها شاركت في دورة «نمط الحياة الصحي»، نصح فيها الأستاذ المُشاركين بنصيحة أعتقد أنها في غاية الأهمية، وهي: لا يجب غسل الرأس أولًا أثناء الاستحمام (حتى غسل الشعر).
وأشار مُقدّم الدورة الصحية إلى أنه يجب تنظيف أجزاء الجسم الأخرى أولًا، هذا لأنه عندما يكون الرأس مُبللًا وباردًا، يتدفق الدم إلى الرأس لتدفئته، فإذا ضاقت الأوعية الدموية، فمن المُحتمل أن يؤدي ذلك إلى تمزق الأوعية الدموية، نظرًا لأنه يحدث عادةً في الحمّام، تأكد من زيادة وعيك لتجنب حدوث ذلك مرة أخرى.
ووضّح الأستاذ للمُشاركين العملية الصحيحة لأخذ الحمّام قائلًا: ابدأ البلل من باطن القدم، تقدم إلى الساق الصغيرة، الفخذ، البطن ثم الكتف، في هذه المرحلة، توقف لمدة 5-10 ثوان، يُمكن مُلاحظة شعور مثل البخار/ الرياح تتدفق من الجسم؛ ثم الاستحمام كالمُعتاد، وطريقة الاستحمام هذه مُناسبة لجميع الأعمار، خاصة المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والصداع النصفي/ الصداع.
وقال الأستاذ: إن الحكمة عندما يمتلئ كوبٌ بالماء الساخن، ثم يُفرغ فجأة ويُملأ بالماء البارد؛ ماذا يحدث؟ الزجاج سوف ينفجر، إذًا فيما يتعلق بجسم الإنسان، ماذا يحدث؟، من الطبيعي أن تكون درجة حرارة الجسم شديدة السخونة بينما الماء شديد البرودة، دش بارد على الجسم أو الرأس مُباشرة، من شأنه أن يحبس الريح فجأة، أو يُميتها، بسبب كسر الأوعية الدموية، لهذا السبب غالبًا ما يسقط الناس فجأة في الحمّام، بسبب طريقة الاستحمام الخاطئة، وغالبًا ما يتسبّب ذلك في حدوث جلطة أو حدوث صداع نصفي.
وفي دراسة أجراها عدة باحثين عن أسباب الوفاة المُختلفة، وجدوا أن نسبة كبيرة من جلطات المخ تحدث نتيجة لحركة خاطئة يفعلها الكثيرون أثناء الاستحمام، وهذه الحركة تحدث عند مرحلة «غسل الشعر» حيث يقوم الإنسان بإرجاع رأسه للوراء بدرجة مائلة كبيرة، وينتج عن ذلك تصلب الشرايين، وبالتالي ينخفض تدفق الدم الذي يتسبب بدوخة وفقدان التوازن بشكل لا إرادي، ما يُساهم بشكل كبير في انزلاق الشخص، أو دخوله في حالة إغماء، تنتهي في أسوأ الأحوال إلى الوفاة، وفقًا لما نشره موقع «mirror».
ويحدث ذلك بسبب أن مُؤخرة الرأس تحتوي على الكثير من الشعيرات الدموية المُغذية للمخ، حيث تمر من خلف الرقبة باتجاه الرأس، لذا يُحذّر الكثير من الأطباء من هذه الحركة الخطيرة، حيث يقول الأطباء حتى وإن لم تحدث وفاة فبمُجرد سقوط الإنسان أثناء استحمامه، فهناك احتمال كبير أن ترتطم رأسه بجسم صلب يُؤدي لحدوث جلطات الدماغ، وأمور أخرى الإنسان في غنى عنها، لذلك عليك أن تتعرّف عن طريق القراءة والاطلاع على مخاطر السقوط أثناء الاستحمام وكيف تتجنبها، حتى إذا كنت تعتقد أنك تعرف كل ما يجب أن تعرفه عن السقوط، فمن الحكمة أن تقرأ الإرشادات الصحية والنصائح التوعوية، فكثير منا يعتقد أنه آمن من الانزلاق والسقوط، الذي يؤدي في كثير من الأوقات إلى الوفاة لا قدّر الله.
والله ولي التوفيق ،،
أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر