تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 4.50 (تقييم 1)

يعيشُ الإنسانُ في هذه الحياة الدنيا وهو يأمُل أن يشملَه الله سبحانه وتعالى برعايته وحفظه، ويدفع عنه شرور الدنيا وأذى الخلق ووساوس الشيطان، ولا شك أن هذا الحفظ الرباني للعباد لا يكون إلا بأخذ العبد بالأسباب التي تؤدّي إلى ذلك، فحفظ المؤمن لخالقه يكون باتباع أوامره والانتهاء عن نواهيه، وبذلك يكون الجزاء من جنس العمل، ويكون المؤمن محفوظًا برعاية الله ومشمولًا بمُراقبته وعفوه في كل خطواته.

ومن أعظم ما يجب حفظه من أوامر الله سبحانه وتعالى الصلاة، فإنها عماد الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وقد أمر الله جلَّ وعلا بالمُحافظة عليها، فالصلاة من أحبّ وأفضل العبادات وأقربها إلى المولى عزَّ وجلَّ، ففيها تتحقق صلة المخلوق بخالقه، كما أنّ لها منزلةً لا تعدلها منزلة أيّة عبادة أخرى، فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا بها، وأكبر دليل على أهمية أداء الصلاة أنها فُرضت في السماء السابعة مُباشرة بين الله ورسوله في ليلة الإسراء والمعراج، وبالصلاة يتحقق توازن الظاهر والباطن للإنسان، فعليه ليؤديها أن يكونَ مؤهلًا جسديًا وروحيًا، بأن يكونَ نظيف الجسد طاهرًا، من جهة، وقاطعًا لكل صلة له بهذا العالم الفاني حين وقوفه بين يدي خالقه، من جهة ثانية، حتى يكون اتصاله الروحي كاملًا.

ونُلاحظ أن مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب التنمية البشرية، ومُدونات المُهتمّين بتطوير الذات، تضج بالمقولات والإرشادات والمُقتطفات والقصص التحفيزيّة التي تُساعد وتُلهم الآخرين لسَلْك طرق النجاح في الدنيا، وهي بلا شك نجاحات منقوصة، لأنك إذا كنت ترغب في أن تكونَ صاحب شخصية ناجحة، فعليك أن تسعى وتجتهد في طريق النجاح مع الله ومع الناس ومع النفس، فإن قصّرت في أي من الطُرق فلن تتذوقَ حلاوة النجاح. لأنك إذا نجحت في عَلاقتك مع الناس وأصبحت إنسانًا ناجحًا في حياتك العمليّة، وشهد لك كل من حولك بذلك ولكنك مُقصّر في عَلاقتك مع ربك بصورة واضحة، فلن تجنيَ ثمار هذا النجاح في آخر المطاف، لأنك جعلت اهتمامك بالنجاح الدنيوي أكبر من الأخروي، وأهملت نجاحَك الإيماني مع الله، فعليك السعي والاجتهاد في طريق الحق، وطريق الإيمان، وطريق النجاح مع الله، حتى تنالَ شرفَ النجاح الأكبر في الدنيا والآخرة. وعليك أن تسعى دائمًا في طريق النجاح مع الله بأن تنجحَ في عَلاقتك مع ربك، فهو المُعين والمُستعان وخير من أعان، فلا يرد سبحانه من طرق بابَه واحتاج إليه وسعى إلى طلب الرضوان، فأسمى درجات النجاح أن تنجحَ في الوصول إلى رضا الحق سبحانه وتعالى، وأن تعملَ لدنياك كأنك تعيش أبدًا، وأن تعملَ لآخرتك كأنك تموت غدًا، واعلم علم اليقين أن المُلك لله، يُعز من يَشاء ويُذل من يشاء، وبيده الخير والملك، وهو على كل شيء قدير.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.