تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

لا يسعنا مع إطلالة العام الجديد، إلا أن ننشر التفاؤل والأمل، فوطننا بقيادته الرشيدة وشعبه الوفي، قادر على تجاوز كل التحديات، وتحويلها إلى فرص حقيقيّة، وهو يتأهب لاستضافة أكبر حدث رياضي هذا العام، بعد النجاح الباهر الذي حققه في تنظيم بطولة «كأس العرب 2021»، الأمر الذي يجعل الدولة جاهزة لاستضافة مونديال «قطر 2022»، وهي مناسبة كفيلة وحدها بأن تُدخل التفاؤل والسعادة في نفس كل قطري، وكل محب لهذا الوطن الغالي.

قبل ما يزيد على عشرة أعوام، وتحديدًا في 2010، كان القطريون يتساءلون بشغف عن المستقبل الذي ينتظرهم، لا سيما بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم اختيار قطر لاستضافة المونديال، لكن نظرتهم للمستقبل كان يغلّفها الأمل والتفاؤل والاستبشار بالخير؛ لسبب رئيس، وربما أوحد، وهو ثقتهم المطلقة بقيادتهم الرشيدة وإيمانهم بأن هذه القيادة المحبة لشعبها والمخلصة لوطنها قادرة على أن تصنع المستقبل المشرق الذي يتمناه كل أبناء قطر.

واستطاعت قيادتنا الرشيدة بالفعل أن تفتح آفاقًا أرحب للعبور نحو الدولة العصرية الحديثة، لتتبوأ قطر مراكز عالمية في العديد من المُؤشرات، بسبب ما حققته من مشاريع وإنجازات في مُختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية والتعليميّة، كما أنها أعلنت مؤخرًا عن إنشاء المكتب التنفيذي التابع لرئيس مجلس الوزراء، بهدف النهوض بالعمل الحكومي لأعلى مستويات الكفاءة والإنجاز، وتحقيق النتائج ومعدلات التنفيذ المرسومة للمبادرات والمشاريع الحكوميّة.

وبالطبع لم يكن طريق تأسيس وبناء هذه الدولة النموذج بالأمر السهل، لكن روعة النموذج القطري تمثلت في رؤية القيادة الحكيمة السابقة لعصرها، وحرصها على وضع الأسس الصلبة التي مكّنت هذه الدولة من الانطلاق الواثق نحو المستقبل، وتحقيق ما تم من إنجازات تقترب من حد المعجزات بمقاييس عمر الدول والحضارات، حيث تعكف قيادتنا الرشيدة، على وضع الخطط والاستراتيجيات الطموحة، التي تسعى من خلالها إلى تحقيق رؤية «قطر 2030».

يأتي العام الجديد مُحملًا بآمال وأحلام وتوقعات لكل أطياف المجتمع، خصوصًا الأشخاص الذين كانوا حريصين على وضع أهداف في بداية العام تمكنهم من التفاعل مع متطلبات التنمية والتطوير، وتزيد من قدرتهم على التحرر من سلطان الواقع المحيط بهم، بحيث يصبحون منفتحين على الخبرة ومستثمرين لها في تنمية ذواتهم، من خلال توليد رغبة قوية في تحقيق الإنجاز والتفوق، الذي يتماشى مع خطط الدولة في النهوض بمقدرات الإنسان القطري.

ويحتاج الإنسان في بداية العام الجديد إلى من يهدئ من روعه، ويأخذ بيده، ولا يذكره بما مضى من نتائج ومواقف سلبيّة، بل يبدأ معه بداية جديدة، فهو يحتاج إلى من يحترم آراءه، ويراعي مشاعره، وكذلك يحتاج إلى من يتفهم ويُقدّر الجوانب النفسية والاجتماعية، والقدرات الذهنية التي يتمتع بها، فهو مزيج من المشاعر والقدرات والمهارات، التي يجب توظيفها بالشكل الذي يساهم في صناعة إنسان يتميز بنظرة مستقبلية حكيمة ملؤها الأمل والتفاؤل والإيجابيّة.

ويُوضّح التخطيط للمستقبل الاتجاه الذي يجب أن يسلكه الإنسان، إذ يسمح له بأن يعرف إلى أين سيذهب، والطريقة التي سيصل من خلالها إلى هدفه، لذلك يُعتبر أسلوب الجدول الزمني الذي بدأ به معالي رئيس الوزراء في إدارة الحكومة بعد توليه المنصب مُباشرة، صيغة إداريّة لعمل مُتقن، إذ تعدّ إدارة المشاريع في كثير من الأحيان أهم بكثير من المشاريع نفسها، وسيكون لقرار إنشاء المكتب التنفيذي الذي سوف نتحدّث عنه في مقال الأسبوع القادم، دور كبير في النهوض بالعمل الحكومي لأعلى مستويات الكفاءة والإنجاز.

وكل عام وأنتم بخير.

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر