تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

يحتاج طلابُنا إلى تهيئةٍ نفسيّةٍ ومعنويّةٍ بعد انتهاء فترة الدراسة عن بُعد التي فرضتها ظروفُ تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا «كوفيد-19»، والعودة إلى مقاعد الدراسة بنسبة 100% في جميع المدارس بالدولة، حتى يكونوا مُستعدِّين جيدًا لاستيعاب الدروس بنظام الحضور الفعلي، إذ يعود الطلاب إلى مدارسهم اليوم بعد قضاء فترة الدراسة الـ «أون لاين»، للانخراط مباشرة في النظام المدرسي، الذي يقوم على المسؤولية والالتزام والاستيقاظ المُبكّر.

وننتظر من مدارسنا أن تلعب دورًا أساسيًا في التهيئة النفسيّة للطلبة، وتنمية الاتجاهات الإيجابيّة تجاهها، ومساعدة الطلاب للتكيّف مع البيئة المدرسيّة، في ظل ظروف الجائحة التي تتطلب من الجميع الالتزام بإجراءات احترازية معينة، وهي بمثابة فرصة كبيرة لدمج أولياء الأمور في المنظومة التربويّة من جديد، إذ يتعيّن على الأسر بعد عودة نظام الحضور الفعلي إلى المدارس القيام بدورها، الذي أصبح أكثر أهمية من ذي قبل في إنجاح العملية التعليميّة.

وفي هذا الإطار، يجب على أولياء الأمور تهيئة الطلاب، بمساعدتهم على وضع جدول دراسي، ومتابعة ما تعلموه، والتواصل مع المدرسة والمُختصين الاجتماعيين للتدخّل السريع في حالة وجود أي مشكلة، واختيار نوعية الأكل المناسبة لكل فئة عمرية، بحيث تكون الوجبة صحيّة، إلى جانب تقديم وجبة العشاء لهم في وقت مبكر حتى لا يشعروا بالإزعاج عند النوم، ويجب أن تتكاتف الأسرة مع إدارة المدرسة في مساعدة الأبناء على التأقلم مع متطلبات اليوم الدراسي في ظل ظروف الجائحة، وإظهار الوالدين سعادتهما بالعودة إلى المدارس بعد فترة الدراسة عن بُعد وليس العكس، حتى لا يؤثر ذلك على نفسية الأبناء، وعدم توجيه اللوم للأبناء الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على درجات مُرضية في اختبارات الفصل الدراسي الأوّل.

وفي اعتقادي أنَّ إسداء النصح لطلابنا في هذه المرحلة الحرجة، وتشجيعهم على استكمال الدراسة والشدّ من أزرهم لتحقيق التفوّق المرجو بالوصول إلى أعلى الدرجات العلميّة من الأمور التربويّة والإنسانيّة التي لا بد منها، وليس توجيه العبارات التحفيزيّة للطلاب من عوامل النجاح والتفوّق فقط، وإنما تشجيعهم على السعي بكل ما في وسعهم إلى التميّز في المجال الذي يوجهون فيه دراستهم، والفوائد العائدة من كل هذا التحفيز والتشجيع تكمن في تمتع الطالب بحالة نفسيّة جيّدة وخلوها من المشاكل والاضطرابات التي قد تُعرقل دراسته، لذلك يعدّ تحفيز الطلاب وتشجيعهم على التفوّق العلمي ومساعدتهم على النجاح والإبداع في كافة المجالات العلمية والفنية والأدبية من الأولويات المهمة التي تهتم بها التنمية البشرية وأساليب التربية في جميع المراحل الدراسيّة على حسب المرحلة العمرية والميول العلميّة والمعرفيّة الخاصّة بكل طالب.

ويجب ألا تكون عبارات التشجيع والتحفيز مقتصرة على الطلاب فقط، وإنما تمتدّ لتشمل الكادر التدريسي كذلك، بإرسال رسائل شكر تحتوي على عبارات تحفيزية متنوّعة للمُعلمين والمُعلمات، تثني على الجهود المميّزة التي بذلوها، وتحثهم على مواصلة التميّز والإبداع، في أداء رسالتهم التربويّة في تعليم أبنائنا الطلاب، لبناء مُستقبل مُشرق لوطننا، وبطبيعة الحال لا يتم تحفيز كل الطلاب بنفس القيم والاحتياجات والرغبات والأمنيات، فبعض الطلاب يتم تحفيزهم باستحسان الآخرين لهم، والبعض الآخر بمساعدتهم على تخطي وتجاوز الصعاب والتحديات التي تعترض طريقهم الدراسي، لكن في جميع الأحوال من المهم جدًا التركيز على تحفيز الطلبة باعتباره أحد أساليب التأثير على سلوك الفرد والمُجتمع، وترسيخ ثقافة التعلم والتعليم والإبداع وتجذيرها بين الطلاب، بما يُعزّز شخصياتهم ومهاراتهم وثقتهم بأنفسهم ويُحقّق لهم النجاح.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر