السؤال الذي يتبادر إلى أذهان الناس: ما هي المعايير التي سوف تستند إليها جائزة التميز الحكومي، لكي يمكننا الاستفادة منها في تحسين خدمات الجمهور، وتعزيز مُستوى الرضا لدى كافة أفراد المُجتمع، من مواطنين ومُقيمين وحتى زائرين للدولة.
في اعتقادي يجب استثمار المُحفزات التي توفّرها جائزة التميز للكوادر البشرية بالقطاع الحكومي، في إحداث نقلة نوعية للخِدمات، وليس مجرد تحسينات جزئية في هذه القطاعات، التي تتصل مُباشرة مع الجمهور في مُختلف شؤون حياته اليومية.
ومما لا شك فيه أن الكثير من هؤلاء الموظفين سوف يتنافسون لتقديم أعلى معايير الجودة والتميز في تقديم الخِدمات الحكومية، سواء كانت المُتعلقة بالجمهور أو الابتكار، كما أن الجائزة سيكون لها أثر إيجابي في تطور الخِدمات الحكومية للأفضل، وسنرى الموظفين والموظفات في القطاعات الحكومية يتنافسون عامًا بعد عام لنيل هذه الجائزة الرفيعة.
وتُشير المُعطيات إلى أن القيادة الرشيدة للدولة أرادت بإنشاء جائزة التميز الحكومي، أن تستهدفَ تحقيق أعلى مُستوى من الأداء الحكومي، ورفع مُستوى جودة الخدمات الحكومية، فعندما تقوم الحكومات بتلك الخُطوة، فهي ترى أن جودة الخدمات عصب رئيسي لتقديم أفضل أداء لديها، وبالتالي قامت بإنشاء جائزة للتميز الحكومي كدليل على أن الحكومة قطعت شوطًا كبيرًا جدًا للارتقاء بجودة خِدماتها المُقدّمة للجمهور في قطاعات الدولة المُختلفة.
ومن خلال تجارب الدول المُحيطة بنا، فمن المُتوقّع أن تؤدي جائزة التميز الحكومي إلى رفع مُستوى جودة الخدمات الحكومية، وبالتالي شعور الجمهور من المواطنين والمُقيمين والزائرين بالرضا، كما ستُساهم هذه الجائزةُ في صناعة كوادر وقدرات وطنية يُعتمد عليها في دعم عجلة التطور والنمو في دولتنا الحبيبة قطر، حيث تعتبر جائزة التميز الحكومي قفزةً نوعيةً تستهدف صناعة مُستقبل مُشرق في مجالات تطوير أداء وجودة الخدمات الحكومية.
ويجب أن تُعطينا جائزةُ التميز الحكومي الدافع والحافز لمواصلة التميز والنجاح، من خلال التخطيط الجيد للمُستقبل، وتحقيق أعلى مُستوى ممكن من الجودة والإتقان والتميز في مُختلف مجالات العمل، لتحقيق رؤية ورسالة الوزارات والجهات والمؤسسات الحكومية وأهدافها الاستراتيجية في تقديم خدمات مُميزة ذات جودة عالية، وتتسم بالكفاءة والسرعة للارتقاء بجودة الحياة للمواطنين، بما يتَّسق مع استراتيجية التنمية الوطنية ورؤية قطر الوطنية 2030.
ولا يخفى عليكم أن جائزة التميز الحكومي ستكون بمثابة الدافع لتحقيق الموظف أعلى مُستويات الأداء الوظيفي، كونها تُعطي اهتمامًا بالدافع المادي، وكذلك الدافع المعنوي، فحصول الموظف على هذا التكريم أمام رؤسائه وزملائه وأفراد عائلته والمُجتمع، سوف يُساهم بالتأكيد في صنع دافع للموظفين، وخلق تنافس شريف من أجل تحقيق أفضل مُستويات الأداء الوظيفي، وبالتالي خدمة العملاء وتحسين جودة الخِدمات الحكومية في كافة الأعمال والقطاعات.
والله ولي التوفيق.