تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)

بعد أن طويتُ آخر صفحةٍ من كتاب «الأب الغني والأب الفقير»، الذي قضيتُ فيه معظم وقتي الأسبوع الماضي، سألتُ نفسي سؤالًا: ما هو الفعل الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص الناجحين؟ وجدتُ أن الجواب هو «القراءة»، باعتبار أن بيل جيتس، الرجل الذي أطلق مايكروسوفت كان يقرأ 50 كتابًا سنويًا، والنتيجة أنه أصبح ثاني أغنى شخص في العالم.

فإذا كنتُ من النوع الذي لا يُفكر في قراءة الكتب، فأنت تفوّت الكثير من الفوائد التي توفرها لك القراءة، لذلك دعوني -الأعزاء القراء- أن أحدثكم في مقال هذا الأسبوع عن أهمية القراءة بإلقاء الضوء على كتاب «الأب الغني والأب الفقير»، فهو كتاب ذو شهرة عالمية كتبه روبرت كيوساكي، ويتحدث الكتاب عن فرق التفكير والتصرف بين الأثرياء والفقراء وكيف يمكن لأي شخص أن يتبنى عقلية الأغنياء لتحقيق النجاح المالي.

 

ويحكي الكاتب قصة طفولته، الموزعة بين نصائح أبيه الأستاذ الجامعي والذي يرمز له في الكتاب بلقب الأب الفقير، وبين نصائح والد صديقه مايك، رجل الأعمال العصامي والذي يرمز له في الكتاب بلقب الأب الغنى، ويسرد الكتاب طفولة الكاتب وهو يتعلم كيف يحصل على المال ويكتسبه، مع مقارنة دائمة ما بين وضع والده الأكاديمي الجامعي، ووالد صديقه العملي التجاري.

ويشدد الكتاب على أن التعليم المالي أهم من التعليم الأكاديمي، فعلى سبيل المثال، يمكن لشخص فقير الحصول على درجة عالية ولكن لا يملك العلم المالي الضروري لإدارة أمواله، ويعتبر الأب الغني أن الأصول هي ما يجعل الأغنياء أغنياء وليس الدخل الذي يحصلون عليه، فالأصول تنمو بمرور الوقت وتولد دخلًا مستمرًا، بينما الدخل يتوقف عندما يتوقف العمل.

كما ينصح الكتاب بتوسيع مصادر الدخل، فبدلًا من الاعتماد على وظيفة واحدة لكسب الرزق، يجب السعي لإنشاء مصادر دخل إضافية كالاستثمارات والأعمال الحرة، ويتحدث الكتاب عن أهمية امتلاك السيطرة على الأمور المالية الخاصة بك، فمن خلال تعلم الأساسيات المالية، يمكن للأفراد تحديد مصادر الدخل وإدارة النفقات بشكل فعال.

ويشدد الكتاب على أن النجاح المالي يتطلب الجرأة والمخاطرة، فعلى الرغم من أن المخاطرة قد تؤدي إلى الفشل في بعض الأحيان، فإنها تمهد الطريق أمام الفرص الكبيرة والنجاح المالي الكبير، فالكتاب المكوَّن من تسعة فصول، تتناول جميعها موضوعات مختلفة تتعلق بالوصول إلى الحرية المالية من خلال الاستثمار في الأصول والتقليل من الإنفاق على الخصوم.

والأصول هي العناصر التي تزداد قيمتها بمرور الوقت، مثل الاستثمار في العقارات أو الأسهم، بينما الخصوم هي العناصر التي تقل قيمتها بمرور الوقت مثل الأجهزة والسيارات والأدوات الاستهلاكية، فالواجب على كل شخص يسعى للثروة -بحسب الكاتب- هو أن يجمع ما يكفي من مال لبدء رحلة الاستثمار في الأصول، وما تجلبه من أموال وثروة.

والله ولي التوفيق،،،

 

أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر