تسجيل الدخول

1 1 1 1 1 1 1 1 1 1 التقييم 0.00 (تقييمات 0)
يحتفلُ العالم في الخامس من أكتوبر كل عامٍ باليوم العالمي للمُعلم، فهو العنصر الذي يلعب دورًا أساسيًا في عملية التعليم، كما أنه الشخص الذي يسعى إلى نهضة المجتمع، بالتعاون مع المدرسة، عن طريق رفع درجات تحصيل الطلاب، ودافعيتهم نحو التعلّم، فالمعلم لا يقتصر دوره على شرح الدرس أو إيصال المعلومة، بل هو أيضًا الموجّه والمرشد الأمثل للطلاب، وذلك ما يؤكده المَيدانُ التربوي من أمثلةٍ كثيرةٍ لمعلمين تركوا الأثر الأكبر في نفوس طلابهم، حيث تحول الطالب العنيد والمهمل، الذي لا يهتم بدروسه، إلى طبيبٍ أو مهندسٍ أو مخترعٍ. وقالوا قديمًا في الشعر: «قم للمعلم وفِه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولًا».. هذه العبارات التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي بحق المُعلّم، لم تكن مجرد كلمات في بحر أشعاره؛ وإنما كان هدفه منها التأكيد على تقديره وتقديسه للمعلم ورفع مكانته، الأمر الذي نحتاج إليه في هذه الأيام، حيث تظل قضية تقدير المُعلم وتحفيزه للقيام بمهمته على أكمل وجه من أهم الركائز التي يجب توافرها لتطوير المنظومة التعليمية، باعتباره العنصر الأساسي الذي يعتمد عليه في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية، لا سيما أن على عاتقه مسؤولية عظيمة في تربية النشء. ولا شك أن دور المعلم في الحياة لا يبارى ولا يجارى ولا يُقدّر بثمن، باعتباره القلب الكبير الذي يضخ مزيدًا من الأدب والعلم في شرايين أبنائه وتلاميذه على مر الزمان، أو كما قال جبران خليل جبران: «تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة: فلاح يغذيه، وجندي يحميه، ومعلم يربيه»، فالمعلم في المقام الأول كان وسيظل مربيًا حكيمًا فاضلًا قبل أن يكونَ مصدرًا للمعلومات في مجال تخصّصه، فالمعلمون بمنزلة الآباء للطلاب، كونهم مؤتمنين عليهم تعليميًا وتربويًا، إلى جانب رصدهم لتقدم الطلاب من الناحية الأكاديمية والأخلاقية والسلوكية وتعزيز التواصل مع أسرهم، والارتقاء بجوانبهم الروحية والدينية، وصولًا لبناء الإنسان وَفق منظومة قيمنا الأصيلة. وبمناسبة اليوم العالمي للمعلم نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان، لكل معلمٍ مخلصٍ أمينٍ يفني عمره في تعليم أبناء أمته ووطنه العلمَ النافعَ والمعرفة الجامعة، ليزيلَ عنهم ظلام الجهل ويبصرهم بنور العلم، مبتغيًا رضا الله عزَّ وجلَّ، ممتثلًا أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم القائل: «تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة»، فالدين الإسلامي لم ينكر فضل المُعلم، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على احترام المعلم وتبجيله، وقال عنه إنه أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. والله ولي التوفيق،،، أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.